على مر العصور، تميز اللبنانيون بنزعتهم الاستقلالية وتوقهم الدائم الى التحرر. وقد تبلورت نزعتهم هذه بصورة جليّة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، من خلال الجمعيات والحركات التحررية، السرية منها والعلنية، التي أنشأوها أو شاركوا فيها داخل الوطن أو في المهجر، كما في مواقف النخب السياسية والتيارات الشعبية التي انتشرت في مختلف المناطق اللبنانية.
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى وفي ظل متغيرات دولية، بدأت الظروف تتهيأ أكثر أمام توجه اللبنانيين للمطالبة بتحقيق استقلالهم وإنشاء دولتهم المستقلة.
ولم يتأخر اللبنانيون عن ترجمة إرادتهم عمليًا، إذ تطوعت مجموعات من الشبان اللبنانيين في "فرقة الشرق" التي أنشأها الحلفاء في المنطقة العربية عام 1916 ، كأحد وجوه النضال الوطني.
وقد اشترطوا حينها أن يدون على عقود تطوعهم العسكرية شرطان: الأول أنهم يقاتلون ضد القوات العثمانية من دون غيرها، والثاني أنهم انخرطوا في القوات الحليفة لتحرير لبنان.
وما لبثوا لاحقًا أن شكلوا داخلها حالة لبنانية مميزة، ففي عام 1918 أصبحت فرقة الشرق تضم في صفوفها أول سرية من سرايا الجيش اللبناني: السرية 23 التي رافق تأليفها الكثير من التعاطف والحماس.
منذ العام 1921 أخذت سرايا القناصة اللبنانية بنشر العمران في أرجاء الوطن، حيث قامت بأعمال التعمير وشق الطرق وإنشاء الجسور ومراكز الهاتف والتلغراف والتفتيش عن الآثار ومكافحة الجراد والإغاثة والتشجير … فكان عهد من المحبة والود والتقدير بين اللبنانيين وجيشهم.
في أيلول/سبتمبر من العام 1939، اندلعت الحرب العالمية الثانية، وبعد سقوط فرنسا بيد الألمان وانقسام قواتها بين مؤيد لحكومة فيشي ومؤيد لقوات فرنسا الحرة، جرت محاولات عدة لزج الوحدات العسكرية اللبنانية في الصراع الفرنسي - الفرنسي من دون أن تحقق أي نجاح يذكر.
وهكذا اجتمع في 26 تموز/يوليو 1941، أربعون ضابطًا لبنانيًا ووقعوا وثيقة شرف، تعهدوا فيها بعدم الخدمة إلا في سبيل لبنان، كما تعهدوا بأن تختصر علاقتهم بالحكومة الوطنية ومنها يتلقون الأوامر فقط. وفي ختام الوثيقة، ربط الضباط استئناف مهامهم العسكرية بالحصول على وعد قاطع من السلطات الرسمية الفرنسية باستقلال وطنهم، وهذا ما حصل إذ ألقى الجنرال ديغول، الذي كان موجودًا في بيروت حينها، خطابًا وعد فيه بمنح لبنان الاستقلال والسيادة.
في 29 آب/اغسطس و5 أيلول/سبتمبر 1943، جرت انتخابات نيابية في لبنان وعلى أثرها تم انتخاب الشيخ بشارة الخوري رئيسًا للجمهورية الذي بدوره قام بتكليف رياض الصلح بتشكيل الحكومة.
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى وفي ظل متغيرات دولية، بدأت الظروف تتهيأ أكثر أمام توجه اللبنانيين للمطالبة بتحقيق استقلالهم وإنشاء دولتهم المستقلة.
ولم يتأخر اللبنانيون عن ترجمة إرادتهم عمليًا، إذ تطوعت مجموعات من الشبان اللبنانيين في "فرقة الشرق" التي أنشأها الحلفاء في المنطقة العربية عام 1916 ، كأحد وجوه النضال الوطني.
وقد اشترطوا حينها أن يدون على عقود تطوعهم العسكرية شرطان: الأول أنهم يقاتلون ضد القوات العثمانية من دون غيرها، والثاني أنهم انخرطوا في القوات الحليفة لتحرير لبنان.
وما لبثوا لاحقًا أن شكلوا داخلها حالة لبنانية مميزة، ففي عام 1918 أصبحت فرقة الشرق تضم في صفوفها أول سرية من سرايا الجيش اللبناني: السرية 23 التي رافق تأليفها الكثير من التعاطف والحماس.
منذ العام 1921 أخذت سرايا القناصة اللبنانية بنشر العمران في أرجاء الوطن، حيث قامت بأعمال التعمير وشق الطرق وإنشاء الجسور ومراكز الهاتف والتلغراف والتفتيش عن الآثار ومكافحة الجراد والإغاثة والتشجير … فكان عهد من المحبة والود والتقدير بين اللبنانيين وجيشهم.
في أيلول/سبتمبر من العام 1939، اندلعت الحرب العالمية الثانية، وبعد سقوط فرنسا بيد الألمان وانقسام قواتها بين مؤيد لحكومة فيشي ومؤيد لقوات فرنسا الحرة، جرت محاولات عدة لزج الوحدات العسكرية اللبنانية في الصراع الفرنسي - الفرنسي من دون أن تحقق أي نجاح يذكر.
وهكذا اجتمع في 26 تموز/يوليو 1941، أربعون ضابطًا لبنانيًا ووقعوا وثيقة شرف، تعهدوا فيها بعدم الخدمة إلا في سبيل لبنان، كما تعهدوا بأن تختصر علاقتهم بالحكومة الوطنية ومنها يتلقون الأوامر فقط. وفي ختام الوثيقة، ربط الضباط استئناف مهامهم العسكرية بالحصول على وعد قاطع من السلطات الرسمية الفرنسية باستقلال وطنهم، وهذا ما حصل إذ ألقى الجنرال ديغول، الذي كان موجودًا في بيروت حينها، خطابًا وعد فيه بمنح لبنان الاستقلال والسيادة.
في 29 آب/اغسطس و5 أيلول/سبتمبر 1943، جرت انتخابات نيابية في لبنان وعلى أثرها تم انتخاب الشيخ بشارة الخوري رئيسًا للجمهورية الذي بدوره قام بتكليف رياض الصلح بتشكيل الحكومة.
مع الرجلين بدأت معركة الاستقلال تعيش لحظاتها الحاسمة من خلال البيان الوزاري الشهير الذي تضمن سياسة الحكومة الاستقلالية، تلاه قيام مجلس النواب بتعديل مواد الدستور المتعلقة بالانتداب وتوقيع رئيس الجمهورية على هذا التعديل.
وقد ردت السلطات الفرنسية باعتقال رئيسي الجمهورية والحكومة وعدد من الوزراء وأحد النواب وأودعتهم سجن قلعة راشيا.
فور شيوع نبأ الاعتقال، اشتعلت ساحات المدن بالتظاهرات الاحتجاجية، وبدعم من الضباط اللبنانيين شكلت حكومة موقتة من الوزيرين حبيب أبو شهلا ومجيد ارسلان اللذين توجها إلى بشامون، وكان برفقتهما رئيس مجلس النواب صبري حمادة، وهناك انضمت إلى الحكومة مجموعة من الشباب، التي شكّلت ما يشبه الحرس الوطني.
أمام هذا الواقع وأمام استمرار التظاهرات الشعبية، اضطرت السلطات المنتدبة إلى التراجع عن تشددها مذعنة لمشيئة اللبنانيين، وأطلق سراح رجالات الدولة من سجن راشيا في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1943، فتحقق بذلك إنجاز استقلال لبنان في حدوده المعترف بها دوليًا.
مجلة أسرار نت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق