لا يمكن القول أن ظاهرة التحرش قديمة في المجتمع العربي عامة والمصري بصفة خاصة ، لأن ماكان يمكن تسميته في السنوات السابقة بالتحرش حتى وإن كان تصرفا سيئا وغير مقبول لكنه كانت له حدود معينة ، بمعنى أنه كان مغلفا ببعض شيم الجدعنة ، فالفتاة في الشارع نادرا ماتتم معاكستها من ابن حتتها ، كذلك المرأة التي كانت تستر نفسها كالمحجبة مثلا نادرا ماكان يتم التعرض لها .
أما ظاهرة التحرش هذه الأيام فتخطت كل الحدود وأزاحت كل الخطوط الحمراء ، وما صار للأخلاق شأن بها ، وأسباب ذلك إجمالا تعود لتنامي غياب الوازع الديني لدى الكثير من الشباب الذي يصاحبه الفراغ وهو من الآفات التي تنخر بهمم الباب .
ومن بين الأسباب التي أدت إلى تزايد حالات التحرش الجنسي هو غياب الأمن أو غياب سلطة الدولة عن الشارع ، أليست قضية التحرش تندرج ضمن الآداب ؟ بل هي أخطر بكثير بالنظر إلى أبعادها الاجتماعية .
سبب آخر يراه البعض من العوامل المساعدة على كثرة حالات التحرش هو ظهور أنواع جديدة من الموضة النسائية بمختلف أشكالها ونذكر منها الفيزون .
ويبقى السببين الأول والثاني من أهم أسباب التحرش الجنسي الذي أصبح يتفشى في المدن كما في الأرياف ، في الحارات والميادين العامة ، في الليل وفي النهار وحتى في المناسبات الدينية ، والتظاهرات الشبابية .
وأصبحت صور وفيديوات التحرش الجدنسي بالبنات تملأ صفحات المواقع الأغلكترونية والصفحات الاجتماعية ، حتى أن بعض المواقع الغربية بدأت ترصد ظاهرة التحرش في مصر خاصة بعد أن طفت على الساحة ظاهرة التحرش ببعض الشخصيات المشهورة او العامة وآخرها او اشهرها قضية او حادثة التحرش بالفنانة المصرية الشابة بسمة .
ويبقى ان نقول أن التحرش هو ظاهرة سلبية لا تعكس صورة مصر الحضارية التي يحلم شبابها ببنائها على أساس حضاري راق.
مجلة أسرار نت Secrets Magazine http://asrernet.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق