.png "English"){kind=small}
السوقي
ورحب السوقي بإقامة المشروع في المدينة، وقال: "إن اختياركم هذا المركز والمكان في سوق الشويفات العتيق دلالة مهمة على تاريخ يشهد أنه بين هذه الأحياء نشأت عائلات من كل الطوائف وحافظوا على القيم والاخلاق والسمعة الحسنة. ونحن من جهتنا على استعداد كامل لتقديم الدعم المتوافر لمركزكم للقيام بالمهمات الملقاة عليه".
وأضاف: "إن بلدية الشويفات لم ولن تبخل بالتعاون مع مؤسسات اجتماعية ضمن نطاقها البلدي، لتوفير افضل المستلزمات لنجاح أعمالها. فالتكامل والتعاون ضروريان بين المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني لتأمين خدمة أفضل".
حاتم
وأشار حاتم الى "أن المركز مخصص للاطفال ضحايا الفقر والتفكك الاسري والبطالة والجهل وعدم الوعي وغيرها من الاسباب التي سرقت طفولتهم وجعلت العديد من الاطفال اداة ووسيلة لإشباع الرغبات".
وقال: "لهؤلاء الاطفال حق علينا، سواء في مؤسسات القطاع العام أو الخاص، المحلية منها كما الدولية، إضافة الى الجمعيات الاهلية ومكونات المجتمع المدني.
ونحن في جمعية دار الامل نسعى الى مساعدة أكبر عدد من المستفيدين من برامجنا، من خلال مراكز الجمعية في النبعة وصبرا وسن الفيل، ونؤمن لهم المتابعة الفردية والتربوية والصحية والتثقيفية والمساندة القانونية، إضافة الى نشاطات ترفيهية ودورات تدريب مهني، الى المتابعة العائلية الضرورية ونشاطات تنموية في المحيط المحلي".
وتوجه حاتم بالشكر الى وزارة الشؤون الاجتماعية وشركة "أ ب ث" وبلدية الشويفات والمهندسة جويس ابو جمرة.
فاضل
ورأى النائب فاضل "أن الطفولة في لبنان تختلف في يومياتها بين الانفاقيات والقوانين المشرعة لحقوق الطفل، وواقع مرير يخبئ حالات عنف وتشغيل حطم براءة الاطفال وكدس على أجسامهم كدمات وضيعهم في أسواق العمل باكرا فحرموا طفولتهم، وإن اختلفت الاسباب فالنتيجة واحدة: أطفال مشردون في الشوارع، فيما ينتظر الوطن الطفل ليكبر ويصنع مستقبله".
وأكد فاضل "أن شركة "أ ب ث" يمسها وجع المجتمع اللبناني ومعاناته، لأنها جزء منه"، عارضا اسهامات الشركة خلال السنوات الثلاث الماضية في المجتمع.
أبو فاعور
وألقى أبو فاعور كلمة استهلها بالقول: "في هذا الصباح المشرق في الشويفات، آمل أن تبقى كل صباحاتنا اللبنانية مشمسة بالأمن والاستقرار والوحدة الوطنية. أكاد أخشى أنا والكثيرون مثلي من العاملين في الشأن السياسي على هذا الأمن وهذا الاستقرار وهذه الوحدة الوطنية، وهي يا للأسف في مهب الرياح، لا بل في مهب الطموحات والمشاريع المتضاربة، وأشكر مؤسسة الأمل على هذه الدعوة، وأترحم على الاستاذ جوزف دونانتو الذي كان ليس رائدا من رواد العمل الاجتماعي فقط، بل رائد العمل الاجتماعي الاول في لبنان، وكان وراء إنشاء مصلحة الانعاش الاجتماعي التي تطورت لاحقا الى ان اصبحت وزارة الشؤون الاجتماعية، كما أشكر "أ ب ث" ورئيس مجلس إدارتها الاستاذ روبير فاضل الذي هو سليل بيت خير على هذه المبادرة، وأشكر بلدية الشويفات على مساعدتها وعلى احتضانها هذا المشروع، ويا للأسف، تكاد تكون الطفولة في لبنان واحدة من القضايا المعلقة والملتبسة".
وأضاف: "هذا الوطن وطن القضايا المعلقة، يضاف اليه قضية جديدة هي قضية الطفل، كما أشكر وليد جنبلاط كل يوم لأن ثقته قادتني الى هذه الوزارة التي تخرجني من وحشية السياسة الى انسانية السياسة، هذه الوزارة التي ربما حسب الجذر والمنبت الفكري الذي انتسب اليه كمال جنبلاط، ربما تكون واحدة من المساحات القليلة التي تكتسب فيها السياسة بعدها الحقيقي ومعناها الانساني. ويا للأسف، آن الآوان للاعتراف ولنتوقف عن المكابرة بأن هناك تغييرا ما يطرأ على بنيتنا الاجتماعية، وعلى اخلاقياتنا الاجتماعية، احيانا تظهر على وسائل الاعلام بعض القضايا حول اطفال مهددين، في الشوارع، واعتداءات جنسية وجسدية وغيرها. وقد تابعتم وتابعنا قبل أسبوعين قضية الطفل مؤمن محمد الذي توفي على باب أحد المستشفيات، ويا للأسف كم من مؤمن محمد في هذا الوطن. ونأسف لأن ما يظهر على وسائل الاعلام لا يعدو كونه رأس جبل الجليد مما يحصل فعليا في مجتمعنا".
وتابع: "الطفولة مهددة؟ نعم. الطفولة بخطر؟ نعم. مهددة في المدارس وفي العائلات وفي المؤسسات وفي الشوارع وعلى الانترنت نتيجة ظروف متعددة. هناك أكثر من عنف وأكثر من شكل من أشكال العنف يمارس على الاطفال، عنف جسدي، عنف جنسي، عنف معنوي، عنف الفقر وعنف الحروب، واخيرا عنف الخطف. رأينا الطفل الذي خطف قبل يومين، وهذه ظاهرة جديدة وابتكار جديد في بهلوانياتنا اللبنانية ووحشيتنا اللبنانية، في قضية الطفل مؤمن محمد. فوزير الصحة قام بكل ما يجب القيام به من اجراءات بحق المستشفى، وكرئيس مجلس أعلى للطفولة، أقول هناك اجتماع يوم الاربعاء للمجلس، وسيتم تقديم دعوى ونأخذ صفة الادعاء على المستشفى وعلى كل من تتبين مسؤوليته، لأنه من غير المقبول بعد اليوم أن يذهب اهل بطفل الى المستشفى ولا يحصل على العلاج تحت عنوان "لم نقدر وضعه". وحصلت تجارب سابقة لأطفال معنفين تم ايصالهم الى المستشفيات والمستوصفات ولم تتم متابعة حالاتهم".
وقال ابو فاعور: "ليس كل القضايا تعرف بها الوزارة. الخميس الماضي اتصلوا بي من احدى المستشفيات وقالوا "ان رجلا ولدت له طفلة حديثة الولادة اتى بها الى المستشفى، ولما طلبوا منه مليون ليرة لأنها تحتاج الى علاج قال لهم: "لا يبدو انها ستعيش". وتركها وغادر.
أقول هذا الكلام لأؤكد انه يجب ان يكون ثمة مراكز رعاية وايواء وليس فقط ايواء تأخذ الطابع الاسري، لأنه ليس مطلوبا فقط ان نضع الاطفال في مؤسسات ليس فيها حد أدنى من الشعور بحياة الاسرة".
وأكد ابو فاعور استعداده لتوقيع عقد مع المركز لكي تكون نفقة ايواء ورعاية الاطفال على عاتق وزارة الشؤون الاجتماعية، "وهذا ليس منة مني ولا منحة، فنحن لدينا حاجة ولدينا مثل على ذلك. أنتم تتجولون في بيروت وترون عشرات الاطفال في الشوارع، وهنا أرغب في تعديل التسمية "اطفال في الشوارع وليس أطفال شوارع". وهؤلاء ضحايا وليسوا مجرمين، لأنه يتم استغلالهم بأكثر من شكل. سابقا قمنا بحملة لاستيعاب قسم من هؤلاء في مؤسسات، ولكن اليوم مع النزوح السوري تزايد العدد في الشوارع، القضية باتت اكبر من قدرة الدولة ومن قدرة المؤسسات على الاستيعاب، لذلك حصلنا أخيرا على مساعدة من وزراء الشؤون الاجتماعية العرب (500 الف دولار اميركي) ونحاول ان نجهز بهذا المبلغ مركزا للدولة لإستيعاب قسم من هؤلاء الاطفال، وهنا تدخل اهمية هذه المراكز للمساعدة في استيعاب هؤلاء الاطفال".
وأضاف: "عندما نكون في سياراتنا وفي الشوارع نرى اطفالا يرتجفون من البرد وتحت المطر، فتتغلب انسانيتنا ونعطيهم المال، طبعا العلاج مسؤولية الدولة، والعلاج اجتماعي، ولكن انا ادعو كل المواطنين والمواطنات الى ان يغالبوا ويغالبن انفسهم وانفسهن بعدم اعطائهم المال حتى لا نشجع هذه الظاهرة وحتى لا نزيد مشكلة هذا الطفل، فيتحول الى آلة انتاج افضل لمن يستغله، لأن هذا الطفل خلفه مشغل ومافيا تشغله، وجزء من علاج هذه الظاهرة هو عدم إعطائهم المال".
وتعهد ابو فاعور تجهيز المركز إذا كان هناك حاجة الى ذلك.
بعد ذلك وضع ابو فاعور حجر الاساس لترميم المركز، وجال في الاقسام التي سترمم، مطلعا على الخرائط والتصاميم. وختم الاحتفال بحفل كوكتيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق