الصفحات

الأربعاء، 29 أبريل 2020

هل تساعد الأشعة المقطعية في الكشف المبكر عن “كورونا”؟

هل تساعد الأشعة المقطعية في الكشف المبكر عن "كورونا"؟
كتبت- لمياء يسري:
يتناقش الخبراء كثيرًا حول فعالية التصوير المقطعي في الكشف عن فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، واستخدامه إلى جانب الاختبار الأساسي RT-PCR، حيث يوافق البعض، ويعارض الآخر.
ويوضح موقع “medical news today” أفضل الطرق المستخدمة لتشخيض الفيروس التاجي الجديد، ويعتبر اختبار “pcr” هو المعيار الأفضل في الوقت الحالي للكشف عن “كوفيد 19″، ولكن بعض الخبراء شككوا في عدم دقته بنسبة 100%، وبدأ سؤالا آخر، هل يمكن أن تساعد الأشعة المقطعية في تشخيص كورونا كبديل أو مساعد؟
توجد تقارير من مدينة ووهان في الصين، واردة عن أخصائيي الرعاية الصحية يستخدمون الأشعة المقطعية لتشخيص COVID-19، لكن الهيئات الطبية والصحية العامة في الولايات المتحدة لم تستخدمه في التشخيص.
وقال الدكتور جوزيف فريمان، وهو طبيب طوارئ بمنطقة نيوز أوليانز بالولايات المتحدة، إن الكلية الأمريكية للأشعة (ACR) ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، نصحت بعدم الاستخدام الروتيني لمسح الأشعة المقطعية لتشخيص COVID-19″.
وأوضح جوزيف فريمان، أنه في الصين، حيث تمكن الخبراء من السيطرة على المرض بسرعة وفعالية، فقد اتفقت المنظمات الطبية المهنية هناك على أن التصوير المقطعي يلعب “دورًا حيويًا في الكشف المبكر والملاحظة وتقييم المرض”.
وتابع فريمان، أنه في بداية تفشي COVID-19، كان اختبار PCR بطيئا وغير موثوقا به إلى درجة كبيرة، وفقًا لمقالة بحثية في الأشعة، وتعد الأشعة المقطعية أكثر حساسية بكثير، وعادة ما تكتشف الحالات التي تفوتها المسحة في الاختبار التقليدي.
وأضاف الدكتور جوزيف فريمان، “لا يمكنك محاربة ما لا تستطيع رؤيته، وتعتبر الأشعة المقطعية أفضل طريقة لرؤية المرض، في حالة حدوث نتائج إيجابية كاذبة”.
وحول احتمالية تلوث الماسح الضوئي بالمرض، أوضح فريمان، أن الصين لا تحتكر تقنيات أو تقنيات التنظيف، وحذر من النتائج السريعة للاختبار التقليدي والتي قد تكون غير صحيحة، وتعطي المريض طمأنة كاذبة، ما يؤثر على المخالطين والمجتمع وليس المريض فقط.
وأكد الدكتور جوزيف فريمان، أن استخدام كلا الاختبارين معًا سيحسن من فعالية الكشف على المرضى والتقليل من انتشار المرض.
وعلى الجانب الآخر، يعتقد الطبيب مارك هامر، الحاصل على دكتوراه قسم الأشعة في مستشفى بريجهام للنساء، كلية الطب بجامعة هارفارد، في بوسطن، ماساتشوستس، أن الاختبار التقليدي PCR لفحص فيروس كورونا المستجد هو الأفضل حاليًا، لأنه يسمح بالاستخدام الأمثل للمعدات الواقية وغرف العزل في المستشفى والحجر الصحي الدقيق للمرضى الخارجيين.
وأوضح هامر، أن معيار الاختبار الحالي، PCR، محدود بنقص الإمدادات (مثل المسحات وكواشف الاختبار)، بالإضافة إلى بطء أوقات الاستجابة (قد تصل لعدة أيام اعتمادًا على المختبر)، بالإضافة إلى الاختبارات السلبية الكاذبة المحتملة.
أما عن استخدام الأشعة المقطعية، أكد هامر، أن فيروس كورونا المستجد، له مظاهر سريرية لا تعد ولا تحصى، مثل الالتهاب الرئوي الأكثر شيوعًا وشدة، والخبراء يعلمون جيدًا أن الأشعة المقطعية للرئتين حساسة للغاية في تشخيص الالتهاب الرئوي.
لكنه أكد أن معايير اختبارات الأشعة المقطعية على المرضى، غير واضحة وأن استخدامها الأكثر شيوعًا جاء مع المرضى الذين يعانون من الأعراض الأكثر حدة، وليست الأعراض المعتدلة أو الفحوصات العادية.
وأشارك مارك هامر، إلى ورقة بحثية أعدها الدكتور شوهي إنوي، وزملاؤه من المستشفى المركزي الياباني لقوات الدفاع عن النفس في طوكيو ونشرت في مجلة Radiology: cardiothoracic Imaging.
حيث درس الباحثون 104 مصابين بـ COVID-19 من سفينة Diamond Princess Cruise، التي كانت محتجزة قيد الحجر الصحي في اليابان، ووجد الباحثون أن ما يقرب من نصف الأشخاص الذين لا يعانون من الأعراض وخمس المرضى الذين يعانون من الأعراض لديهم فحوصات مقطعية عادية.
ما يعني أن التصوير المقطعي ينتج معدل سلبي كاذب بشكل مرتفع وغير مقبول، وبالتالي ستفشل في تشخيص جزء كبير (حتى النصف) من المصابين بفيروس كورونا المستجد.
وأوضح الدكتور مارك هامر: يمكن أن تتسبب الأشعة المقطعية حدوث تشوهات في التصوير المقطعي المحوسب في المرضى الذين يعانون من COVID-19، وأمراض أخرى مثل أمراض الرئة المناعية الذاتية، والانسداد الرئوي، وشفط المخاط، والنزيف داخل الرئة، وسيؤدي إلى نتيجة مأساوية في حال تم تركيز الفحص على تشخيص فيروس كورونا، على حساب الأمراض الأخرى.
ويعتقد هامر، أن دقة التصوير المقطعي المحوسب في إجراء تشخيص لـ COVID-19 على عكس أمراض الرئة الأخرى قد تكون أقل بكثير مما تشير إليه الدراسات المبكرة، وسيكون المعدل الإيجابي الكاذب للأشعة المقطعية مرتفعًا بشكل غير مقبول في معظم الأماكن حيث توجد العديد من الأمراض الأخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق